29 ربيع الأول 1446 الموافق الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس التحرير
هاني ابوزيد
رئيس التحرير
هاني ابوزيد

هاني ابوزيد يكتب اخطر 3 عمليات للملا في قطاع البترول " بتروجت ،بي بي ،أباتشي "

المهندس طارق الملا
المهندس طارق الملا

 

 

في عالم يعج بالتحديات السياسية والاقتصادية ، لم يكن من السهل كثيرّا أن تقنّع كثير من الشركات العالمية في مجال النفط أن تدخل السوق المصري، إنّها مهمة غاية في التعقيد والتقلبات، لكن ومع ذلك ينطلق وزير البترول المصري المهندس طارق المُلّا كلاعب محترف يجيد فنون التفاوض والأغراء لهذه الشركات. فالمُلّا  وخلال متابعة دقيقة لطريقة أداءه منذ قدم إلى وزارة البترول بدا شخصية ملهمة مليئة بالتفاؤل، و الإصرار وهو يتحدى الصعاب ويعمل بجد لتحقيق رؤية مصر في هذ القطاع الحيوي بالبلاد.

يتميز وزير البترول بقيادته الفذة ومهاراته البارعة في مجاله. إنه ليس مجرد مسؤول حكومي بل "Marketer.   محترف يجيد التسويق وترويج فرص الاستثمار الأجنبي في مصر في مجال النفط والغاز. خبرته في هذ المجال أكسبت قطاع البترول تطوير استراتيجيات التسويق وتوجيه الجهود لجذب المزيد من الشركات العالمية إلى السوق المصرية بما ساهم بشكل ملموس خلال الفترة الماضية في الانتشار البارع  لمصر في أسواق ومؤتمرات ترويج الفرص الاستثمارية.

وتأتي خبرة "الملا" الواسعة من سنوات عديدة قضاها في شركة شيفرون العالمية، ومنها أثبت نفسه كمفاوض ماهر وخبير متميز. هذه الخبرة جعلته قوة دافعة خلف تعزيز استثمارات الشركات العالمية في السوق المصري، وزيادة إنتاج النفط والغاز في مصر، ما أكسبه قدرة استثنائية على كسر القيود وتحطيم الحواجز. يما تتميز به شخصيته من رؤية و إصرار على تحقيق النمو في صناعة البترول المصرية. وهو في ذلك لم يسع فقط لزيادة الإنتاج المصري من النفط والغاز بل لضمان استدامة هذا النمو  في القطاع.
هل ما سبق هو صياغة تهدف إلى تجميل وجه الوزير؟ بالطبع يمكن فهم ذلك إذا خلا الكلام من شواهد أو معلومات تؤكده، وعلى ذلك تعالى معي لتعرف عزيزي القارئ، مناسبه هذا القول في حق رجل هو من اخلص من جلسوا على مقعد الوزير في قطاع البترول المصري،

لقد تصدّرت مصر قائمة أكبر 5 صفقات نفط عالمية في أغسطس الماضي (2023)،  وفقًا لتقارير نشرتها بمنصات متخصصة في النفط والغاز، إذ حظيت القاهرة باتفاقين مهمين مع شركات عالمية للاستثمار في مجال التنقيب عن النفط والغاز هذا العام

عقد بي بي البريطانية في مصر

ضمن مساعيه لتعزيز قدرات مصر على إنتاج النفط والغاز، وقّع المهندس طارق الملّا مع شركة النفط البريطانية بي بي واحدة من أكبر 5 صفقات نفط عالمية في أغسطس الماضي، إذ منحت وزارة البترول المصرية عقدًا لشركة "تي دبليو إم إيه" (TWMA) الإسكتلندية، بقيمة 15 مليون دولار أميركي للعمل في مصر..

وتأتي صفقات النفط العالمية في ظل بحث دول العالم عن مصادر للطاقة، تلبي احتياجاتها المحلية، لا سيما مع تراجع الإمدادات العالمية من الغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، مما استدعى اللجوء إلى النفط الخام بوصفه مصدرًا رئيسًا للطاقة والوقود اللازم لتسيير المركبات، وتشغيل محطات الكهرباء.
وأوضحت الشركة الإسكتلندية أنها ستوفر تقنية معالجة حطام الحفر "روتوميل" التي ستعمل على معالجة جميع النفايات من غرب وشرق دلتا النيل، إذ من المقرر أن يبدأ العمل في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، ويستمر لمدّة 5 سنوات.

وقالت "تي دبليو إم إيه"، في بيان رسمي، إن التقنية الجديدة التي دفعت بالصفقة ضمن أكبر 5 صفقات نفط عالمية- تستعمل الامتصاص الحراري، بما يؤدي لفصل حطام الحفر والمواد المرتبطة به إلى الأجزاء الـ3 المكونة له: النفط والماء والمواد الصلبة، مما يسمح بإعادة التدوير والاستعمال مرة أخرى.

وأضاف مدير الشركة في مصر "هذا العقد شهادة على العلاقة الدائمة التي بنيناها مع بي بي. لقد جرى اختيارنا بوصفنا مقاولًا موثوقًا لدعم هذا المشروع، بناءً على أدائنا الجيد باستمرار".

استثمارات أباتشي الأميركية في مصر

في 20 أغسطس الماضي 2023، أعلنت شركة أباتشي الأميركية، المتخصصة في مجال التنقيب عن النفط والغاز والطاقة، أنها بصدد عقد واحدة من أكبر 5 صفقات نفط عالميًا، بضخ استثمارات في مصر، بقيمة 1.4 مليار دولار، على أن يكون ذلك في 2024، ومن المقرر توقيع الاتفاق رسميًا في وقت قريب. 
وخلال لقاء جمعه مع نائب رئيس الشركة الأميركية، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن أباتشي الأميركية لديها أعمال ضخمة في القاهرة، كما أن العلاقات التاريخية معها تمتدّ أكثر من عقدين، لذلك هناك تطلّع من جانب القاهرة لمزيد من الاستثمارات الجديدة على المدى القريب.

وأوضح أن مصر تتطلع إلى توسّع أباتشي الأميركية في استثماراتها في أعمال التنقيب عن النفط والغاز على نطاق أكبر، رغم التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي حاليًا، لافتًا إلى أن حكومته تدعم أنشطة الشركة الأميركية في مصر، لا سيما أن العلاقات تمتد معها لأكثر من عقدين، استثمرت خلالهما أموالًا كثيرة، بجانب التوصل لاكتشافات ضخمة.

وهنا لا يمكن إغفال نجاحات شركة المقاولات المصرية بتروجت، الذراع التنفيذية لوزارة البترول المصرية، التي عادت بقوة لتحتل مركزّا متقدّما في قائمة مجلة أويل آند غاز مديل إيست هذا العام بصفتها أبرز مقاولي النفط والغاز في الشرق الأوسط، بعد فوزها بعقود جديدة، وتنفيذ العديد من المشروعات الرئيسة في المنطقة.

ففي فبراير 2023، منحت شركة أرامكو السعودية لزيوت الأساس (لوبريف) عقدًا بقيمة 148.55 مليون دولار أميركي لشركة بتروجِت لمشروع توسعة ينبع غروث 2.

وبعد بضعة أشهر، حصلت بتروجِت على حزمتي أعمال الهندسة والتوريد والإنشاء بقيمة 181 مليون دولار لمجمَّعي حقلَي باب وعصب التابعين لأدنوك.

ويشمل نطاق عمل بتروجِت للحزمة الأولى تفكيك وإعادة هياكل الآبار الحالية، وإعادة تأهيل خطوط تدفّق إنتاج الغاز الحالية في باب، وإنشاء منشأة مؤقتة، وربط آبار إنتاج الغاز في ااب ومنيفة.

في محاولة لتنفيذ مشروعات الطاقة النظيفة، وقّعت شركة بتروجت مذكرة تفاهم مع شركة دي إن في، خبيرة الطاقة العالمية المستقلة ومزوّد الضمان، لتعزيز تعاونهما من أجل تحول الطاقة في مصر من خلال تطوير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

من ذلك ما كان ذلك ليكون لولا أن وزير البترول المصري قد أثبت جدارته كمفاوض بارع. يجمع بين الثقافة المصرية والتدريب الدولي ليكوّن رؤية متميزة للعمليات التفاوضية. يستطيع أن يجعل الشركات العالمية ترى الفرص الكبيرة التي تنتظرهم في مصر، ويقنعهم بالاستثمار وتعزيز تواجدهم في هذا السوق الواعد.

ختامًا:

ففي زمن الاقتصاد العالمي المتقلب والمنافسة الشديدة، يأتي وزير البترول المصري كقائد يحمل راية الابتكار والتطور. إنه يمثل الأمل في تحقيق استدامة وازدهار صناعة البترول المصرية، ويجسد روح العمل والتفاني لدفع مصر نحو مستقبل مشرق. فتحيّة إلى جهود هذا الرجل المخلص الذي يعمل في صمت ودون ضجيج.